لقطات رائعة من ضانا ( اضغط الصورة )

لقطات رائعة من ضانا ( اضغط الصورة )
ضانا تلك البلدة الوادعة في محافظة الطفيلة في اردننا العزيز، تحيطها الهضاب ويتخللها الهواء المنعش ،كان هواؤها يشفي العليل ، وليلها يفوح بنكهة بساتينها وما تحتويه، لم يعرف اهلها امراض المواسم لنقاء هوائها، ولعظم سر طبيعتها الغناء المتنوعة بالاعشاب والاشجار والحيوانات، وقد اعتمدت محمية طبيعية دوليا ، واصبحت مشهورة كمحمية نموذجية، كانت محط انظار السواح المتخصصين في الطبيعة وجمالها ، امتد اهلها ليسكنوا الهضاب المطلة في بلدة القادسية . ولكنهم لم يدركوا يوما ان كل ذلك بما حباهم الله به سيذهب يوما ما ادراج الرياح، بجرة قلم لمسؤول لم يراعي هذه الثروة الطبيعية لتدمر ويصبح اهلها في خطر صحي دائم، نتيجة اقامة مصنع الاسمنت على تربتها الخصبة، ينفث سمومه في صدور اهلها وعلى اشجارها وليصبح هوائها ملوثا مليء بانواع الامراض المختلفة، ويصبح معه المنطقة كلها ملوثة، البيئة والانسان والحيوان ..

ملاحظة هامة

ملاحظة هامة
الاخوة والاصدقاء الاعزاء/ اشكر تواصلكم وارجوا اعلامكم بان صفحة الفيس بوك الرئيسية قد اكتمل فيها العدد المسموح ولم تعد تستقبل طلبات جديدة للصداقة تبعا لنظام الفيس بوك المعمول به، وعليه فقد تم استحداث صفحة جديدة اثبت لكم رابطها ادناه..دمتم وبوركتم ودام فضلكم( او اضغط على صورة الفيس اعلاه )

الأحد، 28 نوفمبر 2010

العدل والاعتدال والعنف المجتمعي


العدل والاعتدال والعنف المجتمعي
 
                      د.محمد احمد جميعان
 

الاعتدال سنة الله في خلقه ، وهو الاساس لاستقرار البشرية وتطورها ، ولولاه لما بقي على الارض مخلوق ، اذ ان التطرف والجنوح للعنف انما هو خارج السياق البشري ، ويؤدي الى اشتعال الصراعات والعنف المجتمعي الذي يؤدي فيما لو استمر الى افناء جزء من البشر في الحروب والمناوشات ، ولكن الله لطف في عباده وجعل لهم هذه الفطرة ، ولو كانت الفطرة عكس ذلك لما بقيت البشرية ونمت بل كان فنائها من اول خلقها على الارض .

والعنف او استخدام القوة  ُيدفع له الانسان دفعا ، ليخرج عن طوره وفطرته ، " وهذا الدفع اما ان يكون منظما ومؤطرا في تشريع الاهي كفريضةالجهاد التي هي من اجل دفع الظلم وتحصيل الحقوق وحماية العقيدة ، واما ان يكون مؤطرا في قانون ارضي ُتحدد من خلاله الدوله متى يلجأ الى القوة في حماية الدولة ودفع الاخطار عنها ، وفي كلا الحالتين يستنفر البشر في اطار منظم يخدم الهدف الاسمى لدفع الظلم وتحقيق العدالة ، ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ )
ولكن التطرف او العنف المجتمعي الذي يجنح اليه الفرد او الجماعة او الانفلات الجمعي غير المسيطر عليه انما هو الذي ُيدفع له الفرد او الجماعة في ظل ظلم او جور او حيف يمارس عليهم ، ناجم من تراكمات هذا الظلم في عقلية الفرد او في العقل الباطن الجمعي مما يدفعهم للتحرك الجمعي المتكرر تعبيرا عن هذا الظلم المختزن ، وقد ياتي على ابسط الاسباب او اتفهها والتي قد لا تكون سببا للاختلاف ولكنها في حالة الظلم المتراكم تصبح هذه الاسباب البسيطة بمثابة فتيل الاشتعال لمخزون الظلم المتراكم …
القدر هنا الذي يحكم الارض وسنن التغيير ربما يدفع الى التدافع والعنف لامر مقدر ، ولكن المنهج العلمي يقتضي ربط الاسباب بالمسببات كضرورة لمعرفة حقيقة العنف او التي تؤجج العنف ، وهنا نرى ان من يمارس الظلم ويساهم به لا يدرك احيانا انه يسير بهذا الاتجاه ،اوربما لا يريد ان يسمع لصوت من يتظلم ، او يصعب عليه ان يلتقط اشارات العنف المتقطع هنا وهناك ، وفي الاغلب ان الظالم بطبعه يستمرئ الظلم ويصبح امرا طبيعيا في صيروريته وجنون عظمته ُتعمى خلاله البصيرة وتتحرك معه غريزة الطمع والتجبر والاستبداد والاستهتار في آن واحد ، عندها تكون النتيجة تتمثل في الانفجار اوالحراك الجمعي لدفع الظلم او ما يطلق عليه الانفلات الامني الذي ربما لا ُتدرك نهايته.
لذلك فان من يتأمل بعمق وصفاء يجد ذلك الرابط القوي والتلازم المقترن بين العدل والاعتدال ،ليس بالتوافق اللفظي كمفردين لغويتين تتقاطع أحرفها فقط إنما في المحتوى والمضمون والجوهر، إذ أن العدل وممارساته حين يسود يؤدي إلى الاعتدال في المواقف والسلوك والمزاج ومواجهة الأخطار ويصبح معه منهج الوسطية المنشود طبعا ملازم للفرد او الجماعة تماما كما أن الوسطية والاعتدال في الطبع والموقف يجعل صاحبه اقرب إلى العدل منه  إلى الظلم وشبهاته ومصائبه …
وما يعزز هذا التأمل أن العدل حين يمارس على البشر يريح النفس ويجعلها وسطا تقيس الأمور بمعايير العقل والمنطق وتتقبل القدروعثرات الزمان بل وهفوات من يظلمون بغير قصد أحيانا،في حين أن انعدام العدالة يفضي إلى التطرف  والجنوح والخروج عن الفطرة ليس رغبة في ذلك كله بل دفعا للظلم وأهله وتحصيلا للحقوق في بعض الأحيان،او لعله القلق وعدم الاستقرار الذي تعيشه النفس حين تكون تحت وطأة الظلم فتلجأ إلى التخبط الذي قد يؤدي إلى العنف الفردي او المجتمعي .
        وقد كان للعدل شأن لدى الحكماء في التاريخ حين جعل أساسا للملك والحكموالسياسة حيث قيل أن (العدل أساس الملك) ،وما ذلك إلا لقدر العدل وقيمته وتأثيره فيالنفس والمجتمع وحياة البشر وفي منهج الحكام والساسة في إدارة البلاد والعباد ،لذلك فقد نقشت في الذاكرة بعد إن كتبت مرارا وتكراراعلى الرقاع والورق وعبر التاريخ وجسدت في الواقع تجربة برهنت حكمة قائلها ، فرسخت في الذاكرة الشعبية بعمق وقوةوتأثير.
 والعدل حين يسود تستقرالنفوس به ويهدأ البال عليه وتبدع العقول معه،وترتفع المعنويات حماسة للعمل والإنتاج  فيتوسع الرزق و تتوزع معه مكاسب التنمية بين الجميع ، فتضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويسهل تدارك الفقر ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد وتقبل الرأي الأخر ،وتصبح مع هذا العدل مفاهيم المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده قوانين تمنع وتضبط بل بمثابة القضاء غير المكتوب يمنع البعض من اللجوء إلى العنف طريقا للتمرد وتحصيل الحقوق.
ان اهم مقومات العدل الذي هو اساس الاعتدال وعدم التطرف هو احساس الانسان بهويته وكيانه ومستقبله وهو يرفض ما يفرض عليه من تلون او تلاعب او فذلكات تمس مشاعره خارج فطرته وما تربى عليه في اسرته وعائلته وعشيرته ومسقط راسه ، كما ان التفاوت الاجتماعي الظالم والقاهر وسيطرة البعض القليل على مقدرات الكثرة الغالبه هي من اكثر الاسباب واعمقها للشعور بالظلم الذي يؤدي الى العنف المجتمعي .. وللحديث بقية
 
drmjumian@yahoo.com
0795849459/ خلوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق