لقطات رائعة من ضانا ( اضغط الصورة )

لقطات رائعة من ضانا ( اضغط الصورة )
ضانا تلك البلدة الوادعة في محافظة الطفيلة في اردننا العزيز، تحيطها الهضاب ويتخللها الهواء المنعش ،كان هواؤها يشفي العليل ، وليلها يفوح بنكهة بساتينها وما تحتويه، لم يعرف اهلها امراض المواسم لنقاء هوائها، ولعظم سر طبيعتها الغناء المتنوعة بالاعشاب والاشجار والحيوانات، وقد اعتمدت محمية طبيعية دوليا ، واصبحت مشهورة كمحمية نموذجية، كانت محط انظار السواح المتخصصين في الطبيعة وجمالها ، امتد اهلها ليسكنوا الهضاب المطلة في بلدة القادسية . ولكنهم لم يدركوا يوما ان كل ذلك بما حباهم الله به سيذهب يوما ما ادراج الرياح، بجرة قلم لمسؤول لم يراعي هذه الثروة الطبيعية لتدمر ويصبح اهلها في خطر صحي دائم، نتيجة اقامة مصنع الاسمنت على تربتها الخصبة، ينفث سمومه في صدور اهلها وعلى اشجارها وليصبح هوائها ملوثا مليء بانواع الامراض المختلفة، ويصبح معه المنطقة كلها ملوثة، البيئة والانسان والحيوان ..

ملاحظة هامة

ملاحظة هامة
الاخوة والاصدقاء الاعزاء/ اشكر تواصلكم وارجوا اعلامكم بان صفحة الفيس بوك الرئيسية قد اكتمل فيها العدد المسموح ولم تعد تستقبل طلبات جديدة للصداقة تبعا لنظام الفيس بوك المعمول به، وعليه فقد تم استحداث صفحة جديدة اثبت لكم رابطها ادناه..دمتم وبوركتم ودام فضلكم( او اضغط على صورة الفيس اعلاه )

الخميس، 21 يوليو 2011

ثورة الشعوب والمستجدات في دعم المقاومة


ثورة الشعوب والمستجدات في دعم المقاومة


د. محمد احمد جميعان*

خيار المقاومة اثبت فاعليته بقوة غير معهودة، وجاءت المستجدات الدولية لتدعم هذا الخيار، ولتعزز وتتوج بثورة شعبية اسقطت انظمة كانت تقف حجر عثرة في وجه خيار المقاومة .
ولان الثورة مستمرة ، وسقوط الانظمة مستمر ، فلا بد من الاسترسال في دوافع السقوط، واسباب الثورة ، وما آلت اليه ، وما سوف يكون ، لان كل ذلك يخدم مخرجات دعم خيار المقاومة على المستجدات المحلية والعربية والاقليمية والدولية الاخرى.
ولنطرح في النهاية السؤال المحوري ؛ هل ما جرى ويجري من ثورة للشعوب وسقوط للانظمة يمثل انعطافا تاريخيا مفصليا يغير وجه المنطقة سيما في دعم خيار المقاومة وتحرير فلسطين وزوال اسرائيل ؟
هذا السقوط الذي كان حلما بعيد المنال بل ومحرم الحديث فيه، جرى سريعا، فاجأ الاجهزة الاستخبارية جميعها، من ادنى الارض الى اقصاها، اذهل الحكام انفسهم، ولم يخطر على قلب بشر.
 ولطالما جرى تشخيص دوافع السقوط بشكل عام مقتضب بعيد عن عمق التفاصيل، لم  يشف الغليل، ولم يفسر اسرار انتفاضة الشعوب بثورة اسقطت الانظمة دون تردد.
ولتكن بداية التحليل، طرح مجموعة اسئلة وتساؤلات مرتبطة بهذا السقوط، يمكن اجمالها بما يلي:

1-     لماذا حبذت بعض الانظمة السقوط على احدث اصلاحات ديمقراطية حقيقية ترضي الشعوب؟!
2-    ولماذ حبذت ايضا السقوط على فتح حقيقي لملفات الفساد ومحاسبة حازمة للفاسدين من اجل ان تزيل الاحتقان؟!
3-    لماذ حبذت انظمة اخرى الدم ومقاومة الشعوب على احدث اصلاحات ديمقراطية او فتح ملفات فساد حقيقية حقيقية ترضي الشعوب؟!
4-    لماذا استخدمت هذه الانظمة اسوأ الاساليب اللاخلاقية تجاه نشطاء الاصلاح ومسيراتهم، من التشويه الى البلطجة الى الاعتداء الى بث الاشاعات الكاذبة والمفترية، ضاربة عرض الحائط بكل القيم والاعراف والعادات والاخلاق والقوانين التي تحكم الدولة والمجتمع...؟!
5-     الم تعط الشعوب فرصة كافية للانظمة لاحداث الاصلاح ومحاربة الفساد وكانت تواجه بالتسويف؟!
6-    هل يعم هذا السقوط بقية الانظمة المتشابهة في النسق؟
7-    وهل ما جرى ويجري يمثل انعطافا تاريخيا مفصليا يغير وجه المنطقة سيما في دعم خيار المقاومة وتحرير فلسطين وزوال اسرائيل ؟

وللاجابة،لا بد من تناول مجموعة حقائق اولية تمثل تشخيصا لما جرى ويجري تتمثل بما يلي :

أ‌-       الحقيقة الاولى؛ ان السقوط طبخ بالعقل الباطني الجمعي الذي حرك الشعوب لاسقاط الانظمة، ولم يكن للمعارضات التقليدية ورموزها دور يذكر في هذا الاطار.
ب‌-   الحقيقة الثانية؛ تتعلق بمخزون هذا العقل الجمعي من حيث حجم المخزون التراكمي وهول سوء ممارسات هذه الانظمة، وذلك بما اختزن به من اقوال وافعال ومواقف تسويفية تارة ومتجبرة ومستبدة ومخزية ومستهترة في اغلب الاحيان لهذه الانظمة .
ت‌-    الحقيقة الثالثة؛ ان هذه الانظمة كانت تعتقد في وهم امتزج بالغرور وجنون العظمة بانها قادرة ان تضحك على كل شعوبها كل الوقت، وانها تملك القوة والبطش، وانها قادرة على البقاء الدائم، رهانا منها ووهما على ديمومة استغفال الشعوب واستكانتها ، وظنا منها بان امكانيات الانظامة وعبقريتها قادر على ممارسة الدهلزة الى ما لا نهاية .
ث‌-   الحقيقة الرابعة؛ هيهات، فقد سبق السيف جبروت الانظمة ، وكانت شرارة بوعزيزي في تونس اقوى من كل اوهامهم وعبقرياتهم الموهومة، وكان القول الفصل للشعوبة المغلوبة بارادتها وطيبتها على تلك الانظمة التي اهترات واستهلكت واصبحت قابلة للانهيار .
ج‌-    الحقيقة الخامسة؛ لم يكن الاستبداد المجرد، والدكتاتورية وحدها هي من اسقطت الانظمة فهي قائمة منذ التاريخ، ولكن...
ح‌-    الحقيقة السادسة؛ كذلك لم يكن ايضا الفساد والطبقية وحدها هي من اسقطت الانظمة فهي  موجود في اساس النفس المريضة من البشر متمثلا في الطمع والجشع واكل اموال الناس وحقوقهم بالباطل بكل اساليب التحايل منذ كانت الخليقة ايضا رغم ان كلا المنهجين الاستبداد واستشراء الفساد التي صبغت الانظمة هما القاعدة المعلوماتية العريضة التي استند اليها العقل الجمعي ليشكل اساسا لتشكيل هذا المخزون ولكن...
خ‌-    الحقيقة السابعة؛ ولكن مخزون الانفجار تطلب مواد اكثر حساسية واكثر تفاعلا، وملتهبا اكثر وقابلا للانفجار بشكل اسرع، وهو ما اختزن في ذاكرة الشعوب مع طول صبرها، من القهر الذي يعني حالة متطورة من الاستبداد يتطاول ليتعدى على كرامة الناس واعراضهم، وكذلك حالة متطورة من استشسراء الفساد من خلال استغلال الانظمة نفسها للفساد المستشري لتصبح جزءا منه من اجل التوريط وتكميم الافواه والقبول بالامر الواقع ..
وهنا ياخذنا الحديث عن شرعية هذه الانظمة، "التي يفترض انها تستمدها من عظم مؤسساتها وعمقها الديمقراطي وبما تنجزه لشعوبها"، وهي حالة سادت المنظومة الديمقراطية في الغرب فكان الاستقرار وكانت المؤسسية وكان الابداع والعدل والانصاف.
ولكن الحال كان خلاف ذلك تماما في منطقتنا العربية والاسلامية ،حيث مرت شرعية هذه الانظمة في ثلاثة مراحل استمدت منها عزم بقائها وغصب استمرارها منذ تشكلت تلك الدول في المنطقة ، حيث نرى انها مرت هذه الشرعية في المراحل التالية:

1-    المرحلة الاولى: شرعية الثورات والاستقلال وسادت حتى هزيمة 1967
2-    المرحلة الثانية : شرعية الاستبداد والاجهزة الامنية، وبدأت بعد الهزيمة واستمرت الى ما بعد اتفاقيات الاستسلام التي بدات باتفاقيات كامب ديفيد .
3-    المرحلة الثالثة : شرعية الديمقراطية الصورية وما يسمى "بالسلام" واستشراء الفساد واستثماره من قبل الانظمة.
في المرحلة الاولى استثمرت الانظمة الجديدة زخم الثورات الوطنية والعربية والتي افضت الى الاستقلال الاولي لتعزيز قواعد هذه الانظمة وشرعيتها وبناء شعبيتها ، ولكن هذه المرحلة لم تكن لتديم الشرعية في ظل سيطرة الزعيم الاوحد والشمولية والهزائم التي الحقت بالانظمة على يد الصهاينة، وربما كانت الهزيمة نتاج مباشر للاستبداد.
        واستمرت هذه المرحلة الثورية الى نهاية الستينات،وتحيددا الى ما بعد هزيمة 1967،حيث تكشفت الحقائق،حيث كان التركيز فيها على شعارات العمل الثوري والقومي وتحرير فلسطين، وكانت الشعارات تغلب على الافعال، والتجارة تغلب على المبادئ وكل ذلك لادامة تسويق شرعيتها،ومع كل ذلك بدات مفاعيل الثورة والاستقلال وحديث التحرير تفقد بريقها بعد هزيمة 1967ولم تعد قادرة على استمرار شرعية الانظمة، فكانت الانقلابات، وكان لابد من شرعية جديد تعيد الانظمة بناء شرعيتها ، ولم يكن امامها سوى الديمقراطية او مزيد من الدكتاتورية.
             فاختارت الاستبداد ومزيد من الدكتاتورية لتشكل بذلك عنوان للمرحلة الثانية لتعزيز شرعيتها ولتجديد بناء الانظمة على اسس قمعية،واصبحت الضرورة تقتضي البحث عن الية جديدة لتعزيز القبضة الامنية وترسيخ الشمولية بحجة الحفاظ على الاستقلال ومقارعة العدو الصهيوني،  فهيمنت الاجهزة الامنية على مقدرات الدول ومؤسساتها، واصبحت معه الحكومات والبرلمانات اذرع للمؤسسة الامنية التي غالبا ما تشكل الحكومات، وتختار اعضاء البرلمان باساليب استخبارية يظهر فيها الرئيس المكلف بانه صاحب الامر والبرلمانات بانها منتخبة، وقد ساهمت بعض المعارضات في دعم الانظمة في هذه المرحلة من خلال تقاطع المصالح والمفاهيم بان الاولوية لتحرير الارض من الصهاينة وليس تحرير الشعوب من الاستبداد، واصبحت تهم الخيانة والعمالة والاجندات والطابور الخامس والمساس بالامن القومي والوطني وهيبة الدولة عناوين لتكميم الافواه وقطع الارزاق وزج نخب الاصلاح في السجون ..
وعاشت الانظمة في تلك المرحلة التي امتدت حتى بعيد توقيع اتفاقيات الاستسلام التي بدات باتفاقية كامب ديفيد، وتحديدا الى مطلع الثمنينات،حيث شهدت الانظمة حالة استرخاء، تمدد خلالها الفساد والمحسوبية وسطوة الاجهزة الامنية، فتشكلت مراكز قوى داعمة للانظمة في اساليبها القمعية باشراف هذه الاجهزة التي تختار غالبا من هذه القوى رؤساء الحكومات والبرلمانات  والوزراء وحتى المدراء ، ولكن المشكلة برزت عندما انقلبت بعض هذه القوى ورموزها على الانظمة والاطاحة بالرؤساء في ظل ظروف معينة كما حصل للرئيس بورقيبة في تونس الذي انقض عليه بن علي وهو من رحم المؤسسة الامنية..
ناهيك ان مراكز القوى تلك اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للنظام نتيجة تنافسها على المناصب والمراكز مما اضعف هيبة الانظمة امام شعوبها في صراع تلك القوى المهيمنة والمتنفذة، رافق ذلك ضغوطات غربية وامريكية تدفعها مؤسسات اهلية لحقوق الانسان من اجل تحقيق الديمقراطية والانتخابات واحترام حقوق الانسان خصوصا بعد انهيار النظام الشاهنشاهي الايراني، مما دفع تلك الانظمة البحث عن شرعية جديدة تعيد بها هيبتها وتثبت بها اركان حكمها فكانت المرحلة الثالثة.
في المرحلة الثالثة كان الغرب وامريكا حاضرا بقوة في منطقتنا، حيث وقعت اتفاقيات ما يسمى " بالسلام " في تراجيديا متسلسة ، اتفاقية تتبع اختها مع الكيان الاسرائيلي، رافق ذلك ضغوط امريكية وغربية لاعطاء مساحة اوسع للديمقراطية، الا ان الانظمة استطاعت ان تتاقلم مع هذا الواقع بديمقراطيات صورية، وايهاب الشعوب بخيرات ما يسمى " بالسلام"، ولكنها ازدادت قمعا الى مستوى القهر باساليب استخبارية اكثر تفننا ودها لكل من يحاول الخروج عليها، واستثمرت هذه الانظمة اموال الغرب التي ادخلت الى المنطقة كمحصلة لما يسمى بالسلام في افساد شعوبها بل واستثمرت الفساد نفسه في توريط شريحة من الشعب لتكبيلها واخضاعها للامر الواقع، فكانت النواة المتفجرة الاولى لتشكيل العقل الباطني الجمعي للثورة على هذه الانظمة، لانها اختارت منهجية لا اخلاقية وشرعية قذرة استفزت العقل ورسخت به حالة الاستنفار الذي مهد للثورة ، وهي شكلت بذلك كتلة الوقود الحساس القابل للانفجار.
والسؤال هنا كيف حدث هذا وكيف تشكل ؟
لم تكتف الانظمة بالاستبداد لانه لم يحقق لها المطلوب بعد تمدد مراكز القوى وتنافسهم وتسجيل حالات انقلاب امني على عروشهم،وكذلك بعدما فرضت عليها حالة رفع الدكتاتورية بسوط الغرب وضغوطاته فكان لا بد من التحايل لفرض الاستبداد من خلال الابتزاز وضبط الناس المعارضين في اعراضهم، فكان العنوان والتركيز على جمع المعلومات الاستخبارية التي تتعلق باخلاق هؤلاء واعراضهم وخصوصياتهم واسرارهم من خلال التلصص على هواتفهم وشبكات اتصالاتهم وما يجري لهم من مشاكل اسرية واستثمار هذه المعلومات في تكميم الافواه وتربيطهم وضمان عدم الاستمرار في معارضتهم او تحول في افكار الاخرين ، رافق ذلك حالات من التعدي على كرامات الناس وصفعهم واهانتهم والتمادي بضربهم في الشوارع او قذفهم في الصحراء المعتمة وتركهم للقدر وهي حالات كثيرة سمعناها وقراناها جميعا، وكل هذا يدخل تحت القهر الذي تفننت في ممارسته الانظمة ، ولعلنا نذكر ضابط مخابرات السلطة الفلسطينية الذي هدد بكشف هذه الاسرار ونشر بالفعل احدى هذه الاشرطة في كيفية توريط المسؤولين وتصوريهم حتى لا ينقلبوا عليهم ..
ولان الفساد اصبح مستشريا في ظل هذا الاستبداد ، فكان لابد من استثماره في اتجاهين :

 الاول ؛ توفير عمولات مالية كبيرة من المشاريع والعطاءات والبيوعات ومضاربات حيتان الفساد لمراكز القوى ورموز النظام الذين لا يستطيعون ممارسة الفساد مباشرة ، فاصبح الفساد واهله واوكاره (وغالبا ما يكونوا من الاقرباء او المقربين من الاصهار وغيرهم) وكلاء بالباطن للنظام، وهذا ما يفسره عظم ارصدة رموز الانظمة وابنائهم وزوجاتهم التي سقطت وما تكشف في هذا الاطار وما سوف يتكشف تقشعر له الابدان .
الثاني ؛ استخدام الاموال المنهوبة في عملية الافساد والتوريط كمنهج لكل من يتولى منصبا حتى اصبح التوريط بالفساد شرطا لتولي المنصب من خلال بعض مؤسسات هذه الانظمة والمحسوبين عليهم اومن حيتان الفساد انفسهم، وذلك باشراكهم في صفقات مشبوهة او اغداق الاموال والعطايا والهدايا والبيوت عليهم، وذلك ضمانا لعدم انقلابهم او تحولهم او صحوة ضميرهم واصبح ذلك منهجا ووسيلة لشعور النظام بالامان، وضمان للانظمة من الانقلاب في افكارهم او التحول عن ولائهم..
وقد نجم عن حالة الاستشراء واستثمار الفساد للتوريط في بروز مجموعة  ظواهر قاهرة اسهمت في شحن العقل الجمعي وعجلت في هذه الثورات وهي :

1-                                               تنصيب وتوزير البزنس وحيتان المال والاعمال، بقوة الامر الواقع اذ من خلالهم تعقد الصفقات ويتم التوريط ، واصبح لهم سطوة توازي سطوة المؤسسات الامنية .
2-                                               توريث المناصب والمراكز الحكومية بما فيها رئاسة الحكومة، وتداولها بين اصحاب السطوة والفساد والمتنفذين، بحيث نشات سلاسل شللية من الاقرباء والاصهار والاصحاب من عائلات بعينها يتداولون مراكز القرار ومفاصل الحكم، وهي ضمانة لهم لعدم كشف اسرار او عدم شيوع منهجية التوريط بالفساد ، فاختيار الابناء او الاخوة او الاصهار تبقى الاسرار محفوظة ويبقى الولاء قائما .
3-                                                تجرؤ غير مسبوق في ممارسة الفساد من قبل مسؤولين في السلطة او ممن كانوا في السلطة في السطو على المال العام وعقد الصفقات وتجاوز القانون واقامة الشركات الوهمية والاسهم والتلاعب بها وحتى التزوير والرشى والتعامل مع المافيات وحيتان الفساد الدوليين ، مما نجم عنه شيوع الفساد واستشرائه واصبح خارج حدود السيطرة وعدم القدرة على تفكيكة .
4-                                                 شيوع ثقافة النفاق بين المسؤولين والمستشارين ومن يقدم الراي والنصيحة، ارضاءا لصاحب القرار وخدمة لمصالحهم وادامتها ، واصبح هناك اقتران تلازمي بين الفساد والنفاق، حيث يلتقي الفساد والنفاق معا ، يجمعهم الهدف والمصير في حالة النخر والثمالة وكلا يخدم الاخر ليخدم نفسه في نهاية المطاف ، وكلا يتبادل الادوار مع الاخر ، وكلا مكشوف للاخر ، ولا صحة لمن يدعي جهلا او قصدا ان احدا مخدوع بالاخر ، بل كلا من الفاسد والمنافق يكمل دور الاخر ، وكلا يشرب من كاس واحده، ويتنادمون في ليلة واحدة استغفالا للشعوب المقهورة والمظلومة، وهم في حالة استرخاء بانهم يضحكون على الذقون ، وعلى الشعب المسكين، وهذه حالة اصبحت ملازمة لهذه الانظمة.
5-                                                تشكل طبقة خاصة تتبادل المنافع والمصالح من اسر وعائلات محددة، منغلقة على نفسها تحتكر المناصب وتتداول مراكز القرار، واصبح التقرب منها مطلبا للوصول الى صاحب القرار ومطلبا ايضا في السعي لايجاد وظيفة او مركز، يطلق عليها " حمولة باص" تهيمن على ادارة الدولة،  تضاهي طبقة "النبلاء " في عصر الاقطاع، مما اشاع الظلم والغبن والتغريب عن الوطن ومن ثم القهر بين اوساط الشعب .
6-                                                وحتى لا تظهر اصوات قوية مؤثرة " ناشزة " او مخالفة او معترضة داخل المؤسسة الامنية والعسكرية على ما يجري من فساد وافساد داخل هذه الانظمة، تم تحجيم الكفاءات والعقول المقتدرة الذين يبرزون او يظهر عليها التدين، بل واحالتهم على التقاعد مبكرا دون ترقيتهم وتوليهم مسؤوليات قيادية كبيرة، مما اضعف المؤسسات الامنية والعسكرية واثر على قدراتها على اعطاء تقييمات وتقديرات دقيقة وصائبة، وانعكس ذلك على ضعف الاداء وعدم القدر على التوقع والتنبؤ، ووقعت هذه المؤسسات في شرك المفاجآت وعدم القدرة على مواجهتها، مما اضعف قدرة الانظمة عموما على مواجهة ما يجري ضمن خطط متوازنة وحكيمة ومقتدرة.
7-                                                بالمقابل فان هذه الكفاءات والعقول العسكرية المتقاعدة التي تحمل الخبرة والشهادات العليا، والتي تم احالتها على التقاعد مبكرا من المؤسسات الامنية والعسكرية اخذوا يمارسون النشاط السياسي بقدرة واقتدار ومن مواقع المعارضة، مما افرز معارضة غير تقليدية، تجاوزت سقوفها المعتادة للمعارضة ، واضفت عليها حيوية ونشاطا والتفت حولها جموع المتقاعدين العسكريين والشباب المتحمس للاصلاح ومحاربة الفساد.  
ومع توسع هذه الظواهر وهذه الممارسات الخاطئة والقاتلة وما نجم عنها تكشفت للشعوب، وشاعت بين الناس، خارج قدرة النظام على السيطرة على هذه القوى وهذه المعلومات، واصبحت محل حديث وتداول اختزنته العقول وهي تشعر بالقهر والظلم والتهميش لصالح الحيتان والفاسدين والمستبدين الذين تفننوا في مهنة الافساد  وصنعة التوريط ، ومارسوا القهر والتعدى على كرامات الناس واعراضهم.
ومن كل ما سبق  يمكن الاستنتاج:
 لماذ لم تقدم هذه الانظمة على محاربة الفساد بشكل فاعل ؟!
ولماذ لم تقدم هذه الانظمة على الاصلاح الديمقرطي بشكل حقيقي؟!
ولماذا اختارت هذه الانظمة السقوط والهروب ؟!
ولماذ اختارت  مواجهة الشعب بالدم والسلاح ؟!
ولماذا اختارت التسويف والمماطلة وكسب الوقت ؟!
نعم انها اختارت بدائل الاصلاح ومحاربة الفساد بكل ما سبق حتى ولو بالسقوط؟!
من اجل ذلك سقطت هذه الانظمة وهي نفسها اختارت السقوط على الاصلاح وملاحقة الفاسدين.
 ولن ينجوا أي نظام من هذا السقوط اذا سار على نفس النهج والمنهجية التي اتبعت وعلى نفس المشوار والتعنت والقبول بالسقوط على الاصلاح.
.
 خيار المقاومة على ضوء كافة المستجدات


وهل ما جرى ويجري من ثورة للشعوب وسقوط للانظمة يمثل انعطافا تاريخيا مفصليا يغير وجه المنطقة سيما في دعم خيار المقاومة وتحرير فلسطين وزوال اسرائيل ؟
ان كافة المعطيات والمستجدات المتسارعة تشير الى مرحلة جديدة تغيب فيها شمس إسرائيل، وان ثورة الشعوب وسقوط الانظمة المتدحرج والمستمر سوف يوصل الى حسم خيار المقاومة ليصبح هذا الخيار حتمي للتحرير، وان انهيار عملية السلام وتصاعد الإعداد والاستعداد والتكاملية للمقاومة وحلفائها في المنطقة بداية النهاية لتدحرج إسرائيل  نحو نهايتها ، وان إسرائيل تدرك ذلك جيدا تبعا لكل المظاهر والمؤشرات الميدانية لديها حيث يزداد التخبط وتنعدم الخيارات وتتدنى معها المعنويات التي لولاها ولولا امريكا لما بقي هذا الكيان قائما لغاية الآن .  
ان تسارع تكاملية المقاومة ياتي تماما مع بشائر انهيار معسكر " السلام "وهذا يتطلب الحديث في المستجدات المحلية والإقليمية والدولية التي تبدلت وتغيرت على الساحات المختلفة بعد ستين عاما من النكبة وبعد ان فشلت عملية السلام في ان تأتي بحل مقنع وهي تحتضر وتنتظر الإعلان الرسمي لانهيارها بعد ان فشلت على ارض الواقع سيما بعد ان تدحرجت الانظمة وسقط بعضها.
أولا ـ المتسجدات المحلية الإسرائيلية
تعيش إسرائيل حالة من القلق الذي يصل حد الرعب غير المسبوق في تاريخها، فهناك هواجس لدى الإسرائيليين جميعا لا يخفونها على كافة مستوياتهم القيادية العسكرية والسياسية والشعبية من قرب زوال كيانهم ويظهر ذلك جليا مما يلي:
ا_ أحاديثهم الصريحة في إعلامهم وصحافتهم بالذات حول تخوفهم على مستقبلهم من التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة الآن في العراق وإيران ولبنان وغزة وسوريا وتهديدات القاعدة واحمدي نجاد وحسن نصرالله  سيما بعد حرب تموز 2006 التي كشفت عوراتهم وجعلتهم في ارتباك دائم. 
ب_  وكان أوضح من ذلك تلك المناورات الإسرائيلية الكبرى التي أطلقت عليها إسرائيل نفسها المناورة الأكبر والأوسع  في تاريخها والتي اشتملت على سيناريوهات مرعبة لأسلحة غير تقليدية تضرب إسرائيل بكاملها ..وهذالمناورات " الضخمة " اصبحت متكررة بواقع مناورة كل شهرين تقريبا ..
ج_ هناك إحباط ويأس عميق في الكيان الإسرائيلي ولدى السياسيين خاصة وفي الشارع الإسرائيلي عموما من مجريات عملية السلام التي لم تسفر لهم عن شئ بعد ثلاثين عاما من مخاضها الأول  حيث لم تحقق لهم الاستقرار بل زادت الصمود في وجههم والعنف عليهم  والمواجهة لهم والحديث الجدي هذه المرة عن زوال كيانهم ولم تحقق لهم التطبيع المنشود الذي كانوا يحلمون به واقتصرت عملية السلام في أضيق أبوابها وعلى استحياء في بعض الأحيان على الأنظمة الرسمية بل أصبحت إسرائيل بشكل أكيد العدو الأول في المنطقة بأسرها وهذا ما جاء في تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في مؤتمر الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة هذا العام 2008 حين قالت وهي محبطة وبائسة ان إسرائيل بعد السنوات الطويلة من عملية السلام ما زالت العدو الأول  للرأي العام العربي والإسلامي ولم تتوانى ان تستجدي من الحاضرين المساعدة في تغيير المناهج المدرسية لعل الحال يتغير ..وياتي اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخرا ليؤكد ان ما يسمى " السلام " قارب على الانتهاء حيث اعطوا مهلة اربعة شهور لاستئناف حقيقي للمحادثات ولا اعتقد ان اسرائيل سوف تتجاوب اطلاقا ولو مارست عليها امريكا الضغوط من خلال الدبلوماسية والتانيب فلن يجدي ذلك نفعا لان ما يسمى بالسلام واعادة الحقوق لا يوفر الاستقرار ولن يكون قائما في يوم من الايام.
     د_ لقد فقدت إسرائيل قدرة المبادأة والمبادرة في العمليات العسكرية    واصبحت تتظاهر بالحكمة والدهاء وحسن تقدير الموقف كما وأصبحت تعيش حالة تخبط ولجلجة ، نرى ذلك واضحا من خلال صراع السياسيين فيها وما جاء في تقرير فينقراد بعد حرب تموز 2006 وما تلاه من تقارير ومماحكات كثيرة ومتجددة .. وهو تخبط استمد حالته تلك بشكل كبير من التخبط الأمريكي نفسه في المنطقة وما جولات مبعوث السلام الامريكي الا عنون للفشل نفسه ، وما عروض السلام المفاجئ على سوريا والفلسطنين التي لاتلبي الحدود الدنيا للحقوق وارتكاب المجازر اليومية بحق الأطفال والمدنيين والاغتيالات المتكررة في غزة ودمشق وبودبست والامارات ثم طلب التهدئة والحوار والسلام بعد ذلك إلا جزء من هذا التخبط الكبير الذي تعيشه .
 ثانيا ـ المستجدات الإقليمية
     لقد شهدت المنطقة بعد احتلال العراق وسقوط بغداد تطورات أفجعت إسرائيل وأدمت امريكا وجاءت بما لا تشتهي السفن الإسرائيلية الأمريكية، لان إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين بالأساس هو من اجل عيون إسرائيل حين هدد بضربها بشكل متواصل حتى انهيارها وكان هذا التهديد هو سبب قرار امريكا احتلال العراق وإسقاط نظامه ولم يكن له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأسلحة الدمار الشامل او القاعدة او الديمقراطية ولا حتى البترول الذي ارتفع سعره الى أضعاف ما كان قبل احتلال العراق،  ولكن التخبط وضيق الأفق الأمريكي والحماقة الإسرائيلية هذه المرة كانت وبالا وتهلكة على إسرائيل من حيث: 
 ا_ تحولت الساحة العراقية الى ساحات تدريب للمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وتحولت الى مدارس تخرج المقاومين اكبر وأوسع واقرب من الساحات الأفغانية حيث تتحول هذه القدرات الميدانية المدربة والمنظمة لتحرير فلسطين وهذا ما أفصح عنه تنظيم القاعدة على لسان ايمن الظواهري في شريطه الأخير بشكل صريح وواضح وهو ما تتحدث عنه أيضا فصائل المقاومة العراقية كافة من ان  الهدف القادم هو إسرائيل .
ب_ تعاظم القدرات الإيرانية التقليدية وغير التقليدية العسكرية والتقنية بشكل كبير لم يكن متوقع حيث أفسح التورط والتوحل الأمريكي في العراق المجال أمام الإيرانيين لتعاظم قوتهم وأصبحت تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل ولعل التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الإيراني مؤشرا واضحا على تعاظم إيران بشكل أصبح الحديث عن زوال إسرائيل من قبل رئيس الدولة أمرا سهلا وهينا جعل إسرائيل تعيش حالة رعب تسبق الانهيار بأذن الله .
ج_ تمكن حماس بشكل مفاجئ وسريع ومذهل من السيطرة على غزة ومقرات السلطة بما فيها من أسلحة ووثائق وغيرها أربك الإسرائيليين وفاجأهم وأفسح المجال للحركة حرية التدريب والتنظيم والتسليح الممكن وبناء أجهزة استخبارية قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية واستثمارها وحفر الأنفاق الدفاعية والأخرى وما الى ذلك بعيدا عن الأعين الإسرائيلية وبشكل فاق كل التوقعات ويكفي ان نشير الى ان إسرائيل حاولت اجتياح القطاع بشكل واسع إلا ان المقاومة ودفاعتها غير المخترقة أوقعت الخسائر في صفوف الإسرائيليين وجعلتهم ينسحبوا بشكل سريع معلنين صراحة إلغاء خطتهم تلك، وان سقوط نظام مبارك افرج هم الاخوة في غزة وفتح لهم المنافذ التي كان يتعنت هذا النظام في فتحها..
د_ صمود حزب الله ومقاومته التكاملية المنظمة والمؤثرة والقادرة في حرب تموز الذي أذهل الإسرائيليين والأجهزة الاستخبارية في امريكا والمنطقة وجعلهم أمام واقع جديد قلب الموازين راس على عقب وتحولت معه إسرائيل من قلعه تهابها المنطقة الى قيادة مهلهلة ومرتبكة وجيش يمكن قهره وهزيمته ومجتمع مفكك ومرعوب سهل الانهيار لو تواصلت عليه عمليات القصف بشكل قوي وكبير ومكثف ..
ه _ أثبتت حرب تموز ان زمن القدرات الخارقة للأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قد ولى وان الواقع ألان يقول ان إسرائيل لم تعد قادرة على الاختراق كما كانت في السابق بل أصبحت محل اختراق من قبل حزب الله نفسه وهذا ما رأيناه من الأهداف العسكرية والحيوية التي قصفها حزب الله مقابل قصف عشوائي ومكشوف للأهداف التي قصفتها إسرائيل في لبنان  
و _ هناك حديث في أوساط الخبراء العسكريين عن قدرات سورية متطورة في مجال الصواريخ والأسلحة غير التقليدية قادرة على تدمير كافة الأهداف الحيوية في إسرائيل..
ح_ تذمر وتحول أكيدة يمكن ملاحظتها من الأنظمة الرسمية في المنطقة تجاه إسرائيل بعد مظاهر سقوط بعضها وثورات الشعوب عليها، وقد بدات بوادر ذلك على ضوء عملية السلام ومبادرة السلام العربية بالذات التي باتت ميتة غير قابلة للإنعاش وتصريحات أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في هذا الاتجاه واضحة وصريحة الى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الاخير الذي حدد مهلة اربعة شهور لاول مرة بعد ان كانت مفتوحة ..
ط _ هناك تصاعد كبير في عمليات المقاومة في الجغرافيا العالمية يمكن اعتبارها حالة جهادية وتكاملية غير مسبوقة في التاريخ ، ورغم تناقض فكر ومنهجية بعض حركات او فصائل المقاومة إلا أنها تلتقي جميعا حول تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل بل يمكن ملاحظة تكاملية غير مسبوقة بين هذه الحركات فيمن سيحرر فلسطين ويقدم لها اكثر . 
ي_ وعلى ضوء تصاعد أعمال المقاومة تلك هناك حالة تعبوية كبيرة في الشارع العربي والإسلامي وبالذات تجاه ما يجري في غزة والاقصى ، وهذه الحالة مع تكرار ما يجري وديمومته وتصاعد متواتر في عمليات المقاومة سوف تتحول الى موقف وفعل مؤثر يدعم المقاومة بأشكال متعددة وسوف يؤثر في موقف الأنظمة تجاه إسرائيل وعملية السلام . 
و _ استطاعت قوى المقاومة بناء تكاملية بين إيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد وفصائل أخرى مواليه لهم تشكيل جبهة ممانعة وبناء حلف عسكري واستخباري وطوق ناري صاروخي حول إسرائيل قادر حسب المعلومات الصحفية والمتسربة والخبراء العسكريين من تدمير الأهداف الحيوية والسكانية الكثيفة في إسرائيل في ضربة واحدة ، وهنا يجدر الإشارة والتذكير بتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول القدرة على زوال إسرائيل وحديث الرئيس الإيراني ونائب القائد العام للقوات الإيرانية حول محو إسرائيل من الخريطة فيما لو أقدمت على ضرب إيران .
ثالثا ـ  المستجدات الدولية
أ_ أصبحت إيران رقما صعبا ومؤثرا في المعادلة الدولية من خلال تعاظم الدور الإيراني الذي يصل حد الهيمنة أحيانا في المنطقة وتأثيرها الفاعل والمحسوس على مجريات الإحداث في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والمنطقة والذي سبق وفصلت فيه بحثا منفردا له بعنوان " إيران العظمى من استثمار الفرص الى صناعتها"، وأصبح الحديث صراحة من راس الدولة عن إزالة إسرائيل .
ب_ التوسع الاقتصادي والاستثماري للدولة الإيرانية والقطاع الخاص فيها بشكل كبير ومنافس وملفت لكل المراقبين في العالم خاصة في الدول الآسيوية سيما الهند والصين وباكستان ودول الاتحاد السوفييتي سابقا وجنوب شرق آسيا إضافة الى فنزويلا وأمريكا اللاتينية وهو توسع ينم عن تخطيط ورؤى كبيرة يصعب معها فرض حظر عليها فيما لو تم القرار بذلك من قبل امريكا او المجتمع الدولي .  
ج_ تلاشي الضغوط الامريكية بعد تخبط وعجز أمريكي ودولي واضح لا يخفى على احد في معالجة الملف النووي الإيراني في مقابل موقف حازم وحاسم وعنيد من قبل إيران في استمرار مشروعها النووي وهذ ناجم من تعاظم الدور السياسي والاستراتيجي الإيراني الذي يقترن بتعاظم تصاعدي للقدرات التقنية والعسكرية الإيرانية.
د_ انبهات وتراجع تدريجي متسارع وخارج عن التوقعات أحيانا للدور الأمريكي كدولة عظمى التي تعتمد عليها إسرائيل بشكل مباشر وتأثير ذلك على هيبة إسرائيل وقدراتها  في المنطقة سيما بعد تورط امريكا  في العراق وأفغانستان وما حصل من هزة مالية واقتصادية كبيرة يصفها بعض الخبراء بالانهيار والتحول نحو نظام مالي جديد على حساب الدولار وعظمة امريكا ، وهناك من الخبراء والمراقبين من يذهب بعيدا حول انحسار الدور الأمريكي داخل حدودها بعد انسحابها من العراق مباشرة ، وفي كل الاحوال فقد نجم عن ذلك خسائر فادحة مباشر على الاقتصاد الأمريكي جراء مئات المليارات التي أنفقت في الحرب دون مقابل إضافة الى خسائر دولية هائلة وغير مباشرة لبعض حلفائها بعد انخفاض الدولار وارتفاع أسعار النفط الى حدود غير مقبولة نجم عنه خلخلة وعدم استقرار لبعض الأنظمة جراء ارتفاع جنوني ومستمر في الأسعار وما تبع ذلك من أزمة مالية كبيرة ومؤثرة ما زالت نتائجها تتداعى لغاية الآن ، كل ذلك أوصل الجميع أصدقاء و حلفاء وأعداء لأمريكا بان تخبط سياساتها الخارجية والمالية والاقتصادية والعسكرية في السنوات الأخيرة كان غباء لا ينم عن دراسة ومؤسسية او حكمة او تعقل او عظمة بقدر ما ينم عن عقلية عقائدية للرئيس بوش تحتل حماية إسرائيل فيها جزءا كبيرا يتحدث عنها باستمرار أوصلت امريكا الى هذا المستنقع وهذا يبدو واضحا في النقاشات الحادة بين الحزبين في امريكا وبين امريكا وحلفائها الأوربيين والآخرين في المنطقة والتي نسمعها ونقرؤها يوميا والتي سوف تزداد حدة وتدحرجا في الشهور القادمة .                            
ه_ هناك تغير واضح في المزاج العالمي والمزاج الأوروبي بالذات تجاه إسرائيل إذا استثنينا بريطانيا نسبيا وفرنسا برئاسة ساركوزي ، فلم تعد إسرائيل تلك الدولة التي تحظى بالإعجاب والتعاطف بل أصبح يشار إليها على إنها مشكلة الشرق الأوسط الملتهب وهي سبب مباشر لأعمال الارهاب والعنف في المنطقة، وهذا ما تشير إليه يوميا الصحافة الدولية عموما والأوروبية بشكل او آخر وما قبول الدعاوي القضائية ضد اسرائيل والتعاطف معها الا دليل واضح على التغير الكبير في المزاج الاوروبي رسميا وشعبيا .
وـ إعادة إحياء الدور الروسي وريث الاتحاد السوفييتي في المنطقة والعالم، والندية التي ظهر بها في مواجهة امريكا كقوة عظمى ، وفشل الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الى روسيا والتي جاءت في أعقاب زيارة الرئيس السوري الناجحة هناك وما تلا ذلك من زيارات متكررة للقطع البحرية الروسية للموانئ في المنطقة وبعض دول العالم الحليفة السابقة للاتحاد السوفييتي .
زـ الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت بالرئيس حسين اوباما الى البيت الأبيض، وما نراه من دعم واضح لثورات الشعوب العربية ضد انظمتها رغم ان ذلك محل جدل في الدوافع والغايات والنتائج، وما يعني ذلك من تغيير ولو كان بطيئا ومخيبا للامال في بعض الاحيان ولا أريد التعليق اكثر فالأيام تفصح لنا ولكن الأكيد ان الرئيس بوش الأب ومن بعده الابن كان وبالا ودمارا لأمريكا والمنطقة وكان نعمة لن تتكرر لإسرائيل كمل يقول ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت الذي أضاف ان اسم بوش سوف يحفر بماء الذهب لدى اليهود .. فما هو الذي بعد الذهب ؟!
ومن هنا نرى هرع الغرب والصهيونية مما يجري للانظمة من سقوط متتابع لان ذلك يعني ان ارادة الشعوب ستنتصر، وارادة الشعوب بفطرتها مع الحق والتحرير واعادة الحقوق الى اهلها من خلال دعم خيار المقاومة التي ستدوس هذا الكيان الغاصب وتعجل في زواله، وهو بلا شك تحول انعطافي مفصلي في المنطقة تشرق من خلاله شمس الحرية، شمس جديدة عنوانها العدالة والاعتدال بعد زوال اسباب القهر والافساد.
             وان شمس اسرائيل ستختفي بالحماقة الاسرائيلية نفسها التي اعتادت عليها في مهاجمة الخصوم ولكنها هذه المرة ستجد حلفا يواجهها بقوة واقتدار واعداد محسوب تشير له كل المعطيات المتوفرة والمؤشرات الواضحة والمعلومات المتسربة، وان ثورة الشعوب واسقاطها للانظمة التي كانت تقف حجر عثرة في وجه المقاومة في سبيل التحرير سوف يبشرنا بلا شك بحتمية الزوال الاكيد لهذا الكيان الغاصب من فلسطين كل فلسطين باذن الله.
              وان ما جرى ويجري من ثورة للشعوب وسقوط للانظمة يمثل انعطافا تاريخيا مفصليا يغير وجه المنطقة سيما في دعم خيار المقاومة وتحرير فلسطين وزوال اسرائيل باذن الله.

 
*اكاديمي ، باحث استراتيجي، كاتب محلل سياسي،
وناشط سياسي وحقوق الانسان
0795849459/خلوي
     www.drjumian.co.cc  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق